انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في كاليفورنيا بسبب العواصف
انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في كاليفورنيا بسبب العواصف
أعلنت السلطات المحلية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، اليوم الأحد، أن أكثر من 120 ألف شخص لا يزالون دون كهرباء بعد أيام من تعرض الولاية لعاصفة شتوية حادة كانت الأقوى على الإطلاق منذ سنوات.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، في بيان، أن العاصفة الشتوية الحادة التي اجتاحت الساحل الغربي لكاليفورنيا مصطحبة فيضانات ودرجات حرارة شديدة البرودة حولت تركيزها إلى جنوب الولاية مساء أمس السبت، ما أدى إلى تضخم الأنهار إلى مستويات خطيرة وتساقط الثلوج حتى في المناطق المنخفضة حول لوس أنجلوس، وفق وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية.
وأضافت الهيئة أنها كانت واحدة من أقوى العواصف التي ضربت جنوب غرب كاليفورنيا على الإطلاق، وحتى مع انخفاض حجم الرياح والأمطار، استمر تأثيرها الكبير بما في ذلك تساقط الثلوج إلى ارتفاعات منخفضة تصل إلى 1000 قدم (305 أمتار)، وغطت التلال الواقعة حول ضواحي سانتا كلاريتا بشمال لوس أنجلوس، باللون الأبيض، كما تساقط الثلج حول الضواحي الداخلية إلى الشرق.
مع ذلك، توقفت التحذيرات من هبوب عاصفة ثلجية على الجبال وإمكانية وقوع فيضانات واسعة النطاق في وقت متأخر من الليل مع انحسار العاصفة في المنطقة، وقال خبراء الأرصاد: "إنه ستكون هناك راحة ليوم واحد قبل وصول العاصفة الجديدة مع حلول غدٍ الاثنين".
وبعد أيام من الرياح العاتية والأشجار المدمرة والأسلاك المتساقطة، أصبح أكثر من 120 ألف شخص في كاليفورنيا بدون كهرباء، وفقا لموقع شركة PowerOutage.us للكهرباء، وظل الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في الساحل الغربي مغلقا بسبب الثلوج الكثيفة والجليد في ممر تيجون عبر الجبال الواقعة بشمال لوس أنجلوس.
جدير بالذكر، أن إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس كانت قد استخدمت طائرة هليكوبتر لإنقاذ 4 من المشردين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الفيضانات على ضفاف نهر لوس أنجلوس، وقال المتحدث باسم الإدارة براين همفري: "إن اثنين نقلا للمستشفى بسبب انخفاض حرارة الجسم".
في الوقت نفسه، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 350 ألف شخص في ولاية ميتشيجان حتى وقت مبكر من بعد ظهر أمس السبت، وفقا لتقارير المرافق الرئيسية في الولاية، والتي أكدت استمرار الجهود من أجل إعادة الإضاءة لمعظم عملائها بحلول ليلة الأحد.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.